الآداب والأخلاق الشرعية
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله نبي هذه الأمة، وكاشف الغمة، الذي خاطبه ربه بقوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [سورة القلم، الآية: 4]. وعلى آله وأصحابه الكرام الطيبين، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد: فإن الإسلام قد أمر بكل ما تستحسنه العقول وتستسيغه، ونهى عن كل شيء تستقبحه العقول الزكية، وأمر المسلمين بالآداب والأخلاق الإسلامية، التي من شأنها التأليف بين قلوبهم وإزالة البغضاء والشنآن؛ وذلك مما يقوِّيهم ويكون سببًا في نصرهم على أعدائهم ويرفع من شأنهم ويعلي كلمتهم. وإن مما دفعنا إلى الكتابة في هذا الموضوع هو ما نراه من مخالفة صريحة للآداب الإسلامية والأخلاق الشرعية؛ بل إننا نجد -والعياذ بالله- من يحضّ على عدم العمل بها والصد عنها. ونحن نذكر بعض الآداب والأخلاق -لا كلها- لأن كل خصلة قد تحتاج بحثًا منفردًا؛ ولكن نختار بعض الآداب المهمة ليُعلم بذلك قدر الإسلام حيث قدّر هذه الآداب، والله المستعان، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.